ينعتوني بالمنبهر دائماً. نعم أنا ذاك. في كل مرة أذهب فيها لطبيب جديد، أنبهر وألتزم بجدوله وطرقه ثم لا ألبث أن أكتشف الحقيقة: لا شئ يجدي يا أمي!
أمي وأبي؛ لا أدري كيف أتعامل معكما، اذكراني بخيرٍ عند ربكما. لست مستاءً. لست غاضباً منكما أو من أحدكما. أحبكما.
أصدقائي، آسف على أوقاتكم الغالية التي أنفقتموها في التحدث معي بلا طائل. آسف أنني قدمت نفسي يوماً باعتباري صديق محتمل للعمر. ولكنني أنسحب يا سادة الآن. معذرةً، سقط المهر من الإعياء!
سأستمر. سأذهب لعملي كل يوم. سأنحشر انحشاراً في المواصلات يودي بآدميتي ويهينني صباح مساء. سأنظر لمرآة المصعد في الصباح وأؤكد لنفسي أن شكلي على ما يرام وأذكرها بأن دوراً ما في مسرحية من سبع ساعات على وشك أن يبدأ. أهمس لمخي راجياً أن ينفث المزيد من السيروتونين وأخرج من المصعد لأوزع الضحكات والتحيات والقفشات على عمال النظافة وزملائي في العمل وعندما يجئ موعد الرحيل.، يبدأ الوجه باتخاذ وضع العبوس وينحني الظهر في لا مبالاة. سأستمر، لا تقلقوا!