في البدء كان.....ماذا؟!
وقلت فليكن الفرح في الأرض ، لكنه لم يكن.
ورأى الرب ذلك غير حسن!
لست مكتئباً. الاكتئاب عارض. أما حزني فمقيم. للاكتئاب أسباب، للحزن ظواهر!
ينعتوني بالمنبهر دائماً. نعم أنا ذاك. في كل مرة أذهب فيها لطبيب جديد، أنبهر وألتزم بجدوله وطرقه ثم لا ألبث أن أكتشف الحقيقة: لا شئ يجدي يا أمي!
أمي وأبي؛ لا أدري كيف أتعامل معكما، اذكراني بخيرٍ عند ربكما. لست مستاءً. لست غاضباً منكما أو من أحدكما. أحبكما.
أصدقائي، آسف على أوقاتكم الغالية التي أنفقتموها في التحدث معي بلا طائل. آسف أنني قدمت نفسي يوماً باعتباري صديق محتمل للعمر. ولكنني أنسحب يا سادة الآن. معذرةً، سقط المهر من الإعياء!
سأستمر. سأذهب لعملي كل يوم. سأنحشر انحشاراً في المواصلات يودي بآدميتي ويهينني صباح مساء. سأنظر لمرآة المصعد في الصباح وأؤكد لنفسي أن شكلي على ما يرام وأذكرها بأن دوراً ما في مسرحية من سبع ساعات على وشك أن يبدأ. أهمس لمخي راجياً أن ينفث المزيد من السيروتونين وأخرج من المصعد لأوزع الضحكات والتحيات والقفشات على عمال النظافة وزملائي في العمل وعندما يجئ موعد الرحيل.، يبدأ الوجه باتخاذ وضع العبوس وينحني الظهر في لا مبالاة. سأستمر، لا تقلقوا!
يا رب، أنا مخاصماك!
هناك تعليق واحد:
أراها تعبر عن حالة من الحالات اليومية التي نمر بها. حالة من انعدام اليقين والهزة الايمانية والشك الدائم. البداية والنهاية صارختان. وأنا كلما قرأت هذا تملكني الرعب لأن حالة الشك هذه أصبحت متلازمة عند الشباب وهذه مصيبة. لأنه مع انخراطه في الحياه لا يجد متسعاً للبحث والتمحيص والفحص الكافي لإزالة شكوكه والبحث عن الحقيقية. هي دوامة الحياة التي لابد أن نوقفها بكلتا يدينا ولو تسبب ذلك في جرحما جرحا غائرا. فجرح اليدين أهون من جروح العمر يُغِيرُها الشك وتغذيها انتكاسة الفطرة. تعجبني لغتك كالعادة: فصيحة وسلسلة وانتقاؤك للأحداث التي تختصر الكثير من الكلام مدهش حقا. تحياتي
إرسال تعليق