السبت، 28 يناير 2012

عزيزتى -3-

عزيزتى..
يلحّون على أن أصرّح باسمك الجميل، تراهم لا يعلمون أن الأسماء تحجب أكثر مما تكشف؟ أم هو التعلق بظواهر العوالم دونما حقيقة البواطن. أنت أنت لا تهمنى الأسماء.
أتقلب فى فراشى هذه الليلة، يجافينى النوم و هو الذى كان إلى حين قريب صديقى الأوفى. استدعيه بفراشى فيأتينى قبل أن يرتد إلىّ طرفى. على كل حال هى فرصتى كى أبثك بعضا من أخبارى!
أنا سعيد، سعيدٌ حدَّ انهمار الدمع على وجنتى و أنا أخط حروف الكلمة.
سعيد أنى وجدت الله، كان هنا و لم أره و هناك و لم أحط به علما. 
كان أقرب مما تخيلت، يخالط أنفاسى، أقرب من حبل الوريد. دعوته مرارا أن "يدلنى على من يدلنى عليه و أن يوصلنى بمن يوصلنى إليه" ففعل!
كانت تلبيته دعائى طبيبى النفسى الرابع..المسيحى على غير اعتقاد السواد الأعظم من أقباط مصر. دلنى على حب نفسى فأحببت الله. 
أحتاج من فترة لأخرى لمن يعانقنى لفترة طويلة, يربت على شعرى و يؤكد لى أن كل ما هو آت أجمل. تدغدغ عواطفى فكرة الحضن الأمثل: يوم أن ألقى الله فأهرع إليه , أبكى فى كنف سبحاته أشكى له من أشرار الدنيا، ممن دنسوا ضميره على الأرض و عطلوا مشيئته فيها على غير عمل أهل السماء.
لا يمنع هذا من سحابات حزن تزور سمائى من حين لحين تذكرنى أنّى بدون ظلها "ذكرى إنسان" و لكنى سعيد.
 لا أعمل حاليا، أبحث عن عمل فى مجال "الإنسانيات" : ما يصير به الانسان إنسانا...أما من فرصة لديك؟
لا أريد أن أنهى خطابى و لكن..لكل ابتداء انتهاء حتى نلقى الله فابتداء و ابتداء...
اذكرينى إذا ما جنّ الليل...صلّى لى أمام إلهنا و مخلصنا...الله

هناك تعليق واحد:

محمد أبو الفتوح غنيم يقول...

آهٍ آه.

جميل أنت، حتى في حرفك.

صدقني بعض من هذا وسأكون سعيدا أن أقرأ لك كتابا إلكترونيا،

عميق أنت، أظنك كتبتها لا لمجرد التنفيس عن النفس بل أرى فيها احتياجا للكتابة فوق احتياجك للبوح ذاته وفوق احتياجك لأن تقرأ من كتبتها إليها... هكذا يأتي الإبداع.. عندما تكون الكتابة غاية لا مجرد وسيلة :)

أحببتك وسأظل...